تسريب المعدة وكيفية الوقاية منه
لقد زاد انتشار السمنة في كل العالم بشكل ملحوظ خلال العقود القليلة الماضية. مع تزايد عدد الحالات، يبحث المزيد من المرضى عن بدائل جراحية لتحقيق أهداف فقدان الوزن. تتمتع عمليات السمنة بفوائد صحية متعددة مُثبتة، بما في ذلك فقدان الوزن وعلاج العديد من الأمراض المصاحبة. سمح التقدم في التقنيات الجراحية، بما في ذلك مناظير البطن، لعمليات السمنة بزيادة شعبيتها بين المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. مع ذلك، فإن عمليات السمنة لا تخلو من المضاعفات. مفتاح النجاح في جراحات إنقاص الوزن ةتجنب المضاعفات يشمل إجراء الفحوصات المناسبة قبل الجراحة، ومهارة الجراح في اختيار التقنيات المناسبة للجراحة، بالإضافة إلى المتابعة الدقيقة بعد العملية الجراحية. إحدى المضاعفات الأكثر خطورة والنادرة التي يمكن أن تحدث بعد جراحات السمنة هي تسريب المعدة.
تسريب المعدة:
أثناء جراحات السمنة، يتم إنشاء اتصال جديد في الأمعاء والمعدة. في بعض الأحيان النادرة، تتشكل فجوة في موقع الاتصال؛ مما يؤدي إلى حدوث تسريب في المعدة.
عندما يحدث تسريب في المعدة، يمكن أن تتسرب العصارات الهضمية وجزيئات الطعام المهضومة جزئيًا إلى تجويف البطن، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدوى شديدة. يعد تسريب المعدة نادرًا، ولكنه من المضاعفات التي تهدد الحياة.
أعراض تسريب المعدة:
يمكن أن تختلف أعراض تسريب المعدة من مريض لآخر. تشمل الأعراض الشائعة لتسريب المعدة التي يجب الانتباه إليها ما يلي:
• حمى تصل إلى 39 درجة مئوية.
• معدل ضربات القلب السريع.
• ألم لا يزول بالمسكنات.
يرجى استشارة جراح السمنة على الفور إذا واجهت أيًا من هذه الأعراض بعد الجراحة. تميل هذه الأعراض إلى التفاقم في الأيام التالية ولن تتحسن إلا إذا حصلت على رعاية طبية فورية. لا تسمح لهذه الأعراض بالتقدم أو التطور، بل أبلغ عنها على الفور، لأن التشخيص المبكر والعلاج أمر أساسي لتجنب المزيد من المضاعفات.
إن إصلاح التسريب يحتاج إلى تدخل جراحي من خلال وضع دعامة مؤقتة لتستمر ما بين 4 إلى 6 أسابيع، حيث تمر الأطعمة من خلال هذه الدعامة بدلًا من مرورهما بالمعدة؛ وذلك لإعطاء فرصة كاملة لإلتئام المعدة.
طرق الوقاية لتجنب التسريب:
إن خبرة الجراح لها أهمية قصوى؛ لذا فإن اختيار الجراح المناسب منذ البداية هو أفضل إجراء وقائي لمعظم المخاطر بعد جراحة السمنة. يحرص الدكتور أحمد عبد السلام أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، على إتباع عدة معايير ذهبية لتجنب حدوث التسريب وهي:
ما قبل العملية:
• يجب التأكد من أن هموجلوبين وبروتين الدم ضمن النسب الطبيعية لضمان التئام جيد للمعدة.
• إذا وجد أي مشكلة يتم التعامل معها قبل إجراء الجراحة.
أثناء العملية:
• اختيار الجراح للدبابيس الملاءمة لمعدة المريض والتي تختلف من مريض إلى آخر وأيضًا تختلف لنفس المريض من منطقة إلى أخرى طبقًا لسماكة الأنسجة المراد تدبيسها. الاختيار الدقيق لنوع الدبابيس يرجع إلى خبرة الجراح وهذا ما يتمتع به الدكتور أحمد عبد السلام.
• يقوم الدكتور أحمد عبد السلام بخياطة المعدة بعد تدبيسها؛ مما يعطي قوة إضافية بخط دفاع ثاني. يذوب الخيط الجراحي في خلال 4 أسابيع حيث تكون المعدة التئمت في أول أسبوعين.
• إجراء اختبار تسريب بالصبغة للتأكد من عدم وجود تسريب قبل مغادرة المريض لغرفة العمليات.
ما بعد الجراحة:
• يقدم الفريق الطبي رعاية لاحقة ممتازة وإرشادات للنظام الغذائي لتسهيل عملية التئام المعدة ولمراقبة المضاعفات الجراحية المحتملة. قد يؤدي تناول الأطعمة الصلبة في الفترة الُمبكرة إلى حدوث مضاعفات للجهاز الهضمي أثناء تعافيه؛ لذا من المهم الالتزام بالنظام الغذائي بعد العملية وتوجيهات فريق التغذية.
• يجب تثقيف المريض بعلامات التسريب حتى يتمكن من إبلاغ جراحه بأي أعراض على الفور ولا ينتظر تتطورها. التشخيص المبكر والعلاج يمكن أن يمنع أي مضاعفات خطيرة أخرى.