معايير اختيار عملية السمنة المناسبة: دليلك نحو القرار الصحي
عمليات فقدان الوزن التي تُعرف بجراحات السمنة تهدف إلى التخلص من السمنة المفرطة والوزن الزائد؛ وبالتالي الحماية من الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد، مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم الذي ينتشر بشكل كبير بين مرضى السمنة المفرطة، وارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل، والعقم، واضطراب التنفس أثناء النوم في بعض الحالات، وعدم القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
في ظل التقدم الطبي المستمر، أصبحت عمليات السمنة وسيلة فعالة للتحكم في الوزن الزائد وتحسين الصحة العامة. ولكن مع توفر مجموعة متنوعة من الإجراءات، يصبح الاختيار المناسب للعملية أمرًا حيويًا. هناك معايير طبية تستخدم لتحديد عملية السمنة المناسبة للشخص وفقًا لكل حالة على حدة.
1- مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index - BMI):
مؤشر كتلة الجسم هو قياس يستخدم لتقدير كمية الدهون في الجسم بناءً على الوزن والطول. يمكن حساب مؤشر كتلة الجسم بحساب الوزن بالكيلوجرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر.
النتيجة النهائية لمؤشر كتلة الجسم يمكن تفسيرها كما يلي:
- أقل من 18.5: نقص وزن.
- 18.5 إلى 24.9: وزن طبيعي.
- 25 إلى 29.9: زيادة طفيفة في الوزن.
- 30 إلى 34.9: سمنة من الدرجة الأولى.
- 35 إلى 39.9: سمنة من الدرجة الثانية.
- 40 فما فوق: سمنة من الدرجة الثالثة (سمنة مفرطة).
يعتبر مؤشر كتلة الجسم واحدًا من أهم العوامل التي تؤثر في اختيار نوع عملية السمنة المناسبة لك. على سبيل المثال:
- سمنة متوسطة: إذا كان لديك مؤشر كتلة جسم بين 35 و 39.9 ولا تعاني من الأمراض المُصاحبة للسمنة، فقد يكون مناسبًا إجراء عملية بالون المعدة. أما إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40، فقد يكون الأفضل إجراء عملية تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة.
- سمنة شديدة: تعتبر عملية ال SADI-S هي الأكثر فعالية في خفض الوزن في حالات السمنة الشديدة.
2- الحالة الصحية للمريض:
إذا كان المريض يعاني من فتق بالحاجب الحاجز أو ارتجاع عنيف للمريء فسوف يكون غير مرشح لعملية تكميم المعدة؛ وعليه الخضوع إلى عملية تحويل المسار.
3- الأمراض المصاحبة للسمنة:
من المهم أيضًا أن يتم إجراء فحص شامل لتحديد الحالات المرافقة للسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض القلب. قد تؤثر هذه الحالات المرافقة على اختيار نوع العملية المناسبة. مثال إلى ذلك تفضيل عملية ال SADI-S أو تحويل المسار لمرضى السكر عن اختيار تكميم المعدة لهم.
4- الفئة العمرية:
قد يتردد كبار السن والأطفال في الإقبال على جراحات السمنة لعدم رغبتهم في التعرض للتخدير، وهنا تظهر مميزات بالون المعدة الذي يحتاج إلى مهدئ بسيط لأنه يعتمد على منظار الجهاز الهضمي بدون فتحات جراحية. أيضًا الكبسولة الذكية لا تحتاج إلى تخدير أو غرفة عمليات أو منظار.
5- تجارب العمليات السابقة:
قد يؤثر سجل المريض بعمليات السمنة السابقة في تحديد العملية التصحيحية المناسبة. على سبيل المثال، إذا خضع المريض لعملية تكميم المعدة ولم تكن ناجحة أو عاد وزنه للزيادة بعد فترة من الجراحة، فقد يتم اقتراح إجراء عملية ال SADI-S أو تحويل المسار.
مع ذلك، يجب على الشخص التشاور مع الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، لتحديد العملية المناسبة بناءً على حالته الفردية، ومناقشة تفاصيل كل جراحة، لأنه الأقدر على تقييم حالة الشخص وتحديد الخيار المثالي له. يجب أن يتم اتخاذ القرار بناءً على الاستشارة الطبية المتخصصة والمعلومات الدقيقة.
بصفة عامة، يمكن اعتبار جراحة تكميم المعدة مناسبة لجميع مرضى السمنة للتخلص من الوزن الزائد والشفاء من الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة. أما جراحة ال SADI-S أو تحويل المسار قد تكون الخيار الأنسب لمرضى السمنة المفرطة الذين يعانون من مرض السكر من النوع الثاني الناتج عن الوزن الزائد بشكل مفرط.