بسبب زيادة حالات السمنة المرضية، يتزايد الطلب على جراحة السمنة، حيث لا توجد طريقة علاجية أخرى يمكنها تحقيق خسارة كبيرة ودائمة في الوزن. ولذلك، تنوعت تقنيات تحسين جراحات السمنة أكثر فأكثر لتحسين النتائج الجراحية وزيادة فعاليتها بل وأصبحت ضرورية للمريض والجراح على حد سواء. من هذا المنطلق، أهتم الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، بتطبيق تقنية جديدة للمرة الأولى في الشرق الأوسط.

هذه التقنية الحديثة تسمى Fast Track Surgery or Enhanced Recovery after Surgery وتهدف إلى تسريع عملية التعافي وتقليل فترة النقاهة والعودة السريعة للعمل والقدرة على التنقل والحركة في أسرع وقت ممكن بعد إجراء عمليات السمنة، وذلك دون درنقة أو قسطرة. كما يُمكن تطبيق هذه التقنية في عمليات أخرى بخلاف عمليات السمنة.

يرتكز Fast Track Surgery على المريض، بهدف تعافي سريع وفقدان وزن مضمون. يتم تحقيق هذه الأهداف من خلال العديد من العناصر، بما في ذلك الاختيار المناسب للمرضى، والتحضير قبل الجراحة، والجراحة محدودة التدخل، والفريق ذي الخبرة، والمتابعة في فترة ما بعد الجراحة. كل هذه العناصر تقلل من الإجهاد الجراحي؛ مما يجعل جراحة السمنة سريعة التعافي، فعالة، وآمنة. عند إتمام عملية الFast Track Surgery بشكل صحيح، فإنها تؤدي إلى الرجوع إلى المنزل في نفس يوم الجراحة. تقنية Fast Track Surgery تُمثل فرصة حقيقية لتعزيز التعافي بعد العملية الجراحية لمرضى السمنة، وتقليل معدلات الإصابة بالمضاعفات.

فكرة ال Fast Track Surgery:
تعتبر جراحة السمنة علاجًا فعالًا ومقبولًا للسمنة والأمراض المصاحبة لها. في السنوات الماضية، كان هناك تطور مستمر حيث تم إدخال العديد من الابتكارات إما في التقنيات الجراحية أو في أساليب التخدير، مع التوجه نحو علاج أقل تدخلًا، لتسهيل التعافي وتحسين نتائج عمليات السمنة، دون المساس بسلامة المرضى. 

لقد تبين أن العديد من الأساليب المُتبعة في جراحة البطن مثل الاستخدام الروتيني للدرنقة وقسطرة البول غير ضرورية أو حتى ضارة. كما ثبت أن الجراحة محدودة التدخل، وخاصةً استخدام تقنية المنظار، آمنة وتحقق تعافي سريع. بسبب هذه التحسينات والحاجة المتزايدة لجراحة السمنة، لم تعد الإقامة الطويلة في المستشفى مُبررة وهنا ظهرت فكرة وأهمية ال Fast Track Surgery.

مصطلح "Fast Track Surgery" يتعامل في المقام الأول مع آلام المرضى ومدة الإقامة في المستشفى من خلال مجموعة متعددة من التقنيات، التي تهدف إلى تقليل الخلل الوظيفي في أعضاء الجسم بعد الجراحة، وتحسين التعافي بعد العملية الجراحية وتقليل المضاعفات.

ثلاث مراحل ل Fast Track Surgery: 
تشمل هذه التقنية على ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الجراحة، مرحلة أثناء العملية، ومرحلة ما بعد الجراحة/التعافي. جميع هذه المراحل متساوية في الأهمية وتعمل بشكل متناسق لتسريع الشفاء الجراحي.

ما قبل العملية:
• لا داعي للصيام لفترات طويلة قبل العملية، ولكن يتم الاكتفاء بالتوقف عن تناول الأطعمة لمدة 6 ساعات فقط قبل الجراحة. أما فترة الامتناع عن شرب السوائل الشفافة فيتم الاكتفاء بساعتين فقط.
في السابق كان من المتعارف عليه ضرورة الصيام لفترات طويلة، قد تصل إلى 12 ساعة؛ مما كان يؤدي إلى إرهاق الجسم وجفافه.
• دخول المستشفى يتم يوم العملية ولا يحتاج الشخص إلى المبيت في المستشفى ليلة العملية.
• كما يحرص الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، في هذه مرحلة على السيطرة على الحالات الطبية المرضية المصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب والسكري. كما ينصح بالتوقف عن التدخين قبل 4 أسابيع على الأقل من الجراحة لتقليل المخاطر ومشاكل التئام الجروح.
• أيضًا يعمل الدكتور أحمد عبد السلام على تثقيف المريض بإعطائه معلومات مُفصلة وتفسيرات واضحة حول المتوقع بعد العملية الجراحية، مسكنات الألم، برنامجه الغذائي، ووقت الخروج المتوقع من المستشفى. هذه المعلومات تقلل من قلق المريض بل واحتياجه إلى المسكنات، كما تُحفزه على الالتزام؛ بالتالي تسريع عملية الشفاء وتقصير مدة إقامته في المستشفى.

أثناء العملية:
• لا يتم استخدام درنقة إلا في ظروف محددة ونادرة، وتشمل المرضى الذين يتناولون أدوية سيولة أو لديهم ميل لحدوث نزيف. إن تركيب الدرنقة ونزعها يعد أمر مؤلم، أيضًا وجودها يمنع المريض من التحرك بالقدر الذي يريده؛ لذا تم اقتصار استخدامها لتلك الفئات فقط، وذلك لتجنب عيوبها وتعرضها للانسداد والعدوى؛ مما قد يجعل أضرارها أكثر من نفعها. عدم تركيب الدرنقة يتيح حركة المريض سريعًا وبدون ألم.
• لا يتم تركيب قسطرة بول ولا يوجد حاجة إليها، حيث يُطلب من المرضى بدء الحركة بمجرد مرور ساعتين بعد الإجراء.
• إن استخدام التقنيات الجراحية محدودة التدخل كالمنظار الجراحي، يُغني عن الحاجة إلى إجراء شقوق جراحية كبيرة؛ مما يؤدي إلى مضاعفات وألم أقل بعد العملية الجراحية ومن ثم تعافي أسرع. 

ما بعد العملية:
تبدأ مرحلة ما بعد الجراحة في غرفة الإفاقة، وتستمر حتى يعود المريض إلى مستوى أدائه الطبيعي. خلال هذه الفترة، يتم إتباع النقاط التالية:
• يتم الحفاظ على مستويات الألم تحت السيطرة من خلال الاعتماد على أنواع مختلفة من المسكنات وهو ما يُطلق عليه (MMA)  Multimodal Anesthesia في اليوم الأول من الجراحة. يتضمن استخدام مجموعات من المسكنات، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والباراسيتامول والأدوية المخدرة بالوريد، لتحقيق التسكين المطلوب مع تقليل الآثار الجانبية الكبيرة المرتبطة بجرعة أعلى من دواء واحد؛ ولضمان سرعة الإفاقة من التخدير؛ مما يحسن تعافي المريض ويؤدي إلى حركة أسرع وبالتالي خروج أسرع. 
• يتم تشجيع المرضى على بذل الجهد والمشي عدة مرات بمجرد زوال تأثير التخدير.
• يتم توجيه المرضى إلى النهوض من السرير مرة واحدة على الأقل كل ساعة.
• بعد العملية، يتم بدء تناول السوائل في غضون ساعتين، بدلًا من انتظار خروج غازات أو مرور 24 ساعة على إجراء الجراحة كما في السابق.
• يتم استئناف تناول الطعام بعد أسبوع ولا داعي للانتظار فترة أسبوعين بحجة التئام المعدة، مما كان يدفع الجسم إلى تكسير العضلات. أيضَا يبدأ تناول البروتينات بعد مرور 10 أيام مثل البيض، السمك، والكبدة؛ مما يضمن فقدان الوزن الزائد بطريقة صحية من خلال المحافظة على الكتلة العضلية.

تكتسب عمليات السمنة بتقنية Fast Track Surgery قبولًا شاسعًا لأنها مرتبطة بتحقيق الآتي:

• تعافي أسرع مقارنةً بالرعاية التقليدية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
• نتائج جراحية أفضل.
• انخفاض معدلات المضاعفات.
• انخفاض مدة الإقامة في المستشفى (الوقت من دخول المستشفى وحتى استيفاء معايير الخروج المحددة مسبقًا).
• سهولة الاستعداد للجراحة حيث يشمل الصيام ساعتين للسوائل الصافية وست ساعات للأطعمة الصلبة قبل الجراحة.
• البدء مبكرًا في المشي والعودة المبكرة إلى التغذية عن طريق الفم.
• تقليل أيام التوقف عن العمل.

من المعروف أن خبرة ومهارة الجراح هي العامل الأكثر أهمية لسلامة المرضى وتحقيق نتائج جيدة. لذا؛ سوف تفقد وزنك الزائد بتعافي سريع وبدون قسطرة أو درنقة مع الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، الذي يحرص على تطبيق تقنية Fast Track Surgery لمرضاه وهي المرة الأولى التي تطبق فيها هذه التقنية الحديثة في الشرق الأوسط.