عمليات التصحيح
هل تشعر بخيبة أمل بسبب زيادة الوزن بعد إجراء جراحة لإنقاص وزنك؟ إذا كنت قد اكتسبت وزنًا بعد جراحة السمنة، فقد يكون الأمر محبطًا، ولكنك لست وحدك. فقد أثبتت جراحات السمنة نجاحها منذ ظهورها، وذلك من خلال آلاف القصص الناجحة لمرضى السمنة الذين أجروا عمليات السمنة المختلفة. بعد فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 6 أشهر وعام، استطاعوا أن يفقدوا أكثر من نصف وزنهم الزائد، وهذا ما يُعَدّ نجاحًا كبيرًا في مجال جراحات السمنة. على الرغم من أن جراحة السمنة يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن وتحسين الصحة، إلا أنها ليست علاجًا نهائيًا، وقد يحدث فشل في الوصول أو الحفاظ على الوزن المثالي بعد الجراحة لدى عدد قليل من المرضى بعد مرور بضع سنوات وهذا ما تقوم بعلاجه عمليات التصحيح بعد التكميم او جراحات السمنة المختلفة .
أسباب فشل بعض جراحات السمنة:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم تحقيق نتائج دائمة بعد جراحة السمنة، وتشمل بعض الأسباب الشائعة:
1. عدم اختيار جراح متخصص يقوم بإجراء العملية بعناية، حيث يتطلب الأمر البحث المستفيض عن طبيب ذي خبرة كافية في إجراء مثل هذه العمليات، والاطلاع على العمليات السابقة التي أجراها والتأكد من سمعته ومهارته.
2. عدم اختيار نوع العملية المناسب من تكميم معدة - تحويل مسار او غير ذلك، حيث يجب على الطبيب الماهر تحديد النوع المناسب لكل مريض، مع التأكد من أن العملية تتناسب مع نمط حياته والأمراض المزمنة التي يعاني منها.
3. عدم الاستعداد النفسي والجسدي للعملية، حيث يجب على المريض أن يكون في حالة صحية جيدة قبل الخضوع للجراحة. لذا يجب أن تتم فحوصات طبية شاملة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية تعيق سلامة العملية.
4. عدم متابعة البرنامج الغذائي والرياضي المُحدد له بعد العملية، حيث يلعب الالتزام بنمط حياة صحي وتناول الطعام الصحي دورًا هامًا في الحفاظ على النتائج المُحققة بعد الجراحة. لذا يُشدد الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، على أهمية أن يحافظ المرضى بعد جراحات السمنة على تغييرات طويلة الأمد في عاداتهم الغذائية والرياضية.
5. تناول السكريات بكثرة، يؤدي تناول السكريات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بكثرة إلى زيادة الوزن مرة أخرى، وبالتالي فإن عدم الامتناع عنها يمكن أن يؤدي إلى فشل العملية.
6. عدم مراعاة التوجيهات الطبية بعد العملية، مثل تناول الأدوية الموصوفة والحضور إلى المتابعات الدورية مع الفريق الطبي لمتابعة التطورات والتعامل مع أي مشاكل محتملة.
7. عدم اتباع المريض لتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بعد الجراحة؛ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل غذائية مثل نقص التغذية أو فقر الدم.
ما هي الحالات التي تحتاج عمليات التصحيح لجراحة سمنة سابقة؟
1. ارتخاء أو انزلاق حزام المعدة: يعتبر حزام المعدة إجراءً شائعًا في السابق لتقليل تناول الطعام، ولكن بمرور الوقت، قد يحدث ارتخاء أو انزلاق في الحزام، مما يستدعي إجراء جراحة تصحيحية.
2. اختيار الجراحة الخاطئة وقلة مهارة وخبرة الجراح: قد يحدث تصحيح جراحي بسبب اختيار غير مناسب لنوع الجراحة أو قلة مهارة وخبرة الجراح. كما يؤدي استخدام أجهزة قديمة غير حديثة إلى نتائج غير مرضية.
3. حدوث مضاعفات شديدة: قد تحدث مضاعفات بعد جراحة السمنة مثل القيء المستمر، الألم الشديد، صعوبة في البلع، النزيف، ظهور قرح في الجهاز الهضمي، النزيف، والتسريب. قد تتطلب تلك المضاعفات إجراء تصحيح جراحي.
4. عدم الشفاء من مضاعفات السمنة: إذا استمر المريض في المعاناة من مضاعفات السمنة المفرطة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة السكر في الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب. في بعض الحالات، قد يتطلب تصحيح جراحة السمنة السابقة لتحسين حالة المريض من الناحية الطبية.
5. عدم تحقيق الوزن المرغوب: قد يحدث أن لا يصل المريض إلى الوزن المثالي بعد فترة زمنية من جراحة السمنة السابقة. في هذه الحالة، قد يتم اقتراح تصحيح جراحي لمساعدة المريض على تحقيق النتائج المطلوبة.
6. استعادة الوزن الزائد: قد يستطيع المريض تحقيق الوزن المثالي بعد عملية السمنة ولكنه سرعان ما يكتسب الوزن المفقود مرة أخرى بشكل كبير مع الوقت.
أنواع عمليات التصحيح بعد التكميم
هناك ثلاثة أنواع لعمليات تصحيح السمنة وفقًا للأهداف التي تسعى إليها العملية:
1. جراحة تصحيح كاملة: تهدف إلى إلغاء جميع الخطوات التي تمت في الجراحة السابقة لعلاج السمنة واستعادة الشكل الطبيعي للمعدة والجهاز الهضمي.
2. تعديل العملية السابقة: تهدف إلى تعديل بعض الخطوات التي تمت في الجراحة السابقة لزيادة فرص نجاح العملية وتحسين نتائج فقدان الوزن والسيطرة على الأمراض المصاحبة للسمنة.
3. جراحة جديدة لعلاج السمنة: تهدف إلى إجراء جراحة جديدة لتصحيح الجراحة السابقة وعلاج فشلها.
تصحيح عمليات السمنة السابقة:
في الوقت الحالي وبفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، يمكن للأطباء الآن تحديد أسباب فشل الجراحة السابقة وإجراء تصحيح لها بدون ألم وبأقل مضاعفات ممكنة، خاصةً في حالات تدبيس المعدة وربط المعدة، حيث قد تحتاج إلى تصحيح من خلال عملية تحويل المسار بالمنظار.
ماذا بعد جراحة تصحيح سمنة سابقة؟
يجب أن يعرف المريض أن وقت الشفاء بعد عمليات التصحيح يستغرق وقتًا أطول من الجراحة الأولى، حيث يتضمن التعامل مع النسيج الندبي وتغيير إمدادات الدم. لذا؛ قد يتطلب الأمر البقاء في المستشفى لمدة يومين تحت الملاحظة. وعادةً ما يستأنف المريض حياته الطبيعية في غضون أسبوعين.
بعد تصحيح عملية السمنة السابقة، يجب على المريض اتباع بعض الإرشادات والتوصيات، ومنها:
• تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية الموصى بها.
• تناول السوائل وتجنب تناول الطعام الصلب في الأيام الأولى بعد الجراحة.
• اتباع نظام غذائي صحي وتغيير نمط الحياة بممارسة الرياضة بانتظام بعد التعافي.
لا تيأس ولا تشعر بالذنب بسبب زيادة الوزن. يمكن أن يكون التعامل مع زيادة الوزن بعد جراحة السمنة تحديًا، ولكنه ليس مستحيلًا. تذكر أنك قد حققت بالفعل تقدمًا كبيرًا من خلال اتخاذ قرار إجراء عملية السمنة ورغبتك في التخلص من الوزن الزائد. قد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد للعودة إلى مسار النجاح، ولكن مع الالتزام والدعم المناسب من الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، يمكنك تحقيق نتائج إيجابية دائمة.