الروبوت الجراحي هو تقنية جديدة في الجراحة محدودة التدخل والتي تزايدت شعبيتها على مستوى العالم؛ فهو يساعد الجراحين في إجراء العمليات الجراحية للمناطق التي يصعب الوصول إليها في جسم الإنسان بسهولة، مقارنةً بالتقنيات الجراحية المفتوحة التقليدية ومنظار البطن. يستفيد المرضى من الحد الأدنى من الندبات، انخفاض فقدان الدم، التعافي السريع، الحد الأدنى من المضاعفات المرتبطة بالجرح، وتقليل الإقامة في المستشفى .
لا تعني جراحات الأورام بالروبوت الجراحي أن الروبوت هو الذي يجري العملية. ولكنها تعني أن الجراح يستخدم الروبوت الجراحي الذي يشمل واحدًا أو أكثر من الأذرع الآلية ويتحكم فيها عن بعد وبدقة من خلال وحدة تحكم. إن أذرع الروبوت تتطلب مدخلات مباشرة من الجراح ولا يمكن تشغيلها دون تدخل بشري. 
تحتوي أحد أذرع الروبوت على منظار البطن. كما تحمل الأذرع الأخرى أدوات جراحية صغيرة يمكن إدخالها في شق يبلغ طوله أقل من 2 سنتيمتر. يجلس الجراح أمام شاشة توفر رؤية ثلاثية الأبعاد للورم، ممسكًا بعصا التحكم التي تتحكم بدقة في كل الأذرع الآلية، مما يحاكي حركات المعصم واليد ببراعة. لذا؛ يقدم الروبوت الجراحي العديد من الفوائد للمرضى والجراحين على حد سواء. يجمع الروبوت الجراحي بين دقة الجراحة المفتوحة ومزايا الجراحة بالمنظار لتقديم علاج محدود التدخل ذي نتائج أفضل.

كيف يعمل الروبوت الجراحي؟
الجراحة الروبوتية هي تقنية حديثة ومحدودة التدخل، تقوم على استخدام أدوات خاصة لعمل شقوق صغيرة، وكذلك استخدام كاميرا صغيرة توفر صورًا ثلاثية الأبعاد، وتكبير هذه الصور حتى 10 أضعاف حجمها الفعلي. هذا يسمح برؤية ما يحدث بشكل أكثر وضوحًا، وتوجيه الأدوات بشكل أكثر دقة، وإمكانية إنقاذ المزيد من الأنسجة السليمة. يعتبر الروبوت الجراحي مفيدًا بشكل خاص للعمليات الجراحية المعقدة في المساحات الصغيرة.
يسمح الروبوت الجراحي للجراح بإجراء العمليات من خلال شقوق صغيرة، باستخدام أدوات تحاكي حركة المعصم. بالإضافة إلى ذلك، تسمح الكاميرا المتقدمة عالية الدقة للجراح برؤية الأعضاء الحيوية ثلاثية الأبعاد، لذلك يمكن حماية الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية الدقيقة بعناية.

كيف يُستخدم الروبوت الجراحي لعلاج السرطان؟
بالنسبة لبعض أنواع السرطان، قد لا تكون الجراحة المفتوحة التقليدية هي الخيار الأفضل. لذا؛ يُمثل الروبوت الجراحي بديلًا محدود التدخل للجراحة المفتوحة لمرضى السرطان، وفي بعض الحالات، قد تقلل أو تلغي الحاجة إلى العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
يستخدم الجراحون المدربون تدريبًا خاصًا ومن أفضلهم الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، التكنولوجيا الروبوتية بما في ذلك الأدوات الجراحية الصغيرة ووحدة التحكم بالكمبيوتر، لإزالة الأورام التي يصعب الوصول إليها وتقصير وقت الجراحة وأيضًا تقليل الآثار الجانبية للمرضى مقارنةً بالجراحة التقليدية.
الجراحة الروبوتية عادةً ما تكون بالمنظار. أثناء الجراحة، يقوم الجراح بإدخال أداة رفيعة مزودة بكاميرا خفيفة وصغيرة تسمى منظار البطن من خلال شقوق صغيرة في جلد المريض. يرسل منظار البطن الصور مرة أخرى إلى شاشة الفيديو حتى يتمكن الجراح من رؤية الداخل دون الحاجة إلى إجراء قطع أكبر.

تتيح تقنية التصوير بالروبوت الجراحي والتصوير ثلاثي الأبعاد للجراح الدكتور أحمد عبد السلام إجراء عمليات جراحية معقدة بدقة أكبر من التقنيات التقليدية. بشكل عام، تهدف جراحة السرطان إلي:
1. محاربة مرض السرطان بأكثر الطرق فعالية ويتم ذلك من خلال الاختيارات الآتية:
• علاج السرطان عن طريق إزالة الورم بشكل كامل.
• تقليل حجم الورم للتحضير للعلاج الكيميائي أو علاج آخر.
• تخفيف الأعراض مثل الألم أو فقدان الوظيفة.
2. جعل تعافي المريض سريعًا وسلسًا قدر الإمكان.
بعد دراسة شاملة ووافية لكل حالة، يحدد الدكتور أحمد عبد السلام ما إذا كان من الممكن استخدام الروبوت الجراحي لعلاج الورم الذي يعاني منه بدلًا من الجراحة المفتوحة.

فوائد الروبوت الجراحي:
بشكل عام، تعتبر الجراحة الروبوتية أكثر أمانًا من الجراحة التقليدية وخاصةً في جراحات السرطان المعقدة وتقدم العديد من المزايا، بما في ذلك:
• زيادة نطاق الحركة: الروبوت الجراحي يتمتع ببراعة أكثر ونطاق حركة أكبر من الجراحة بالمنظار؛ مما يسمح للجراح بإجراء العمليات في الأجزاء التي يصعب الوصول إليها من الجسم، وإلقاء نظرة فاحصة على الأماكن التي يصعب رؤيتها مثل منطقة الحوض ومنطقة الحجاب الحاجز.
• دقة جراحية أكبر: أذرع الروبوت الجراحي تتيح للجراح المزيد من الدقة والتحكم في حركاته أثناء الجراحة، وبالتالي تحسين القدرة على الحفاظ على الأنسجة السليمة الغير متأثرة بالسرطان. 
• تحسين البراعة: تقليل إجهاد الجراح والقضاء على رعشة اليد أثناء الإجراءات الطويلة والمعقدة.
• تعزيز التصوير: يتيح العرض ثلاثي الأبعاد عالي الدقة للنظام الآلي للجراح رؤية الموقع الجراحي بشكل أفضل من التكبير التقليدي، بما في ذلك المناطق التي قد لا ترى بالعين المجردة.
• التعافي الأكثر سلاسة من خلال الروبوت الجراحي.
• شقوق أصغر.
• تندب أقل.
• انخفاض الألم وفقدان الدم.
• تقصير مدة الإقامة في المستشفى.
• انخفاض خطر العدوى.

من أنواع السرطانات التي يتم علاجها بالروبوت الجراحي:
• سرطان القولون والمستقيم.
• سرطان البنكرياس .
• سرطان الكبد والقناة الصفراوي.
• سرطان المريء.
• سرطان المعدة.

كيفية الاستعداد للجراحة الروبوتية لعلاج السرطان:
يقدم لك الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، إرشادات محددة حول كيفية الاستعداد لجراحة السرطان، ومن الإرشادات العامة ما يلي:
• استكمال أي اختبارات ضرورية قبل الجراحة، قبل أسبوع على الأقل من التاريخ المحدد. قد تشمل هذه الاختبارات اختبارات الدم، تحليل البول ، مزرعة البول، الأشعة السينية للصدر، تخطيط كهربية القلب ، واختبارات تشخيصية أخرى حسب الحاجة.
• التوقف عن تناول الأسبرين، مخففات الدم، الأدوية المضادة للالتهابات قبل 10 أيام من الجراحة.
• يحدد الدكتور أحمد عبد السلام إذا كان يجب التوقف عن تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى ومتى.
• قد يُطلب استخدام حقنة شرجية أو ملين أو مستحضر للقولون في اليوم السابق للجراحة، اعتمادًا على العملية المحددة.
• يوضح الدكتور أحمد عبد السلام جميع التفاصيل التي تخص التوقف عن الأكل والشرب قبل الجراحة، وإمكانية تناول الأدوية في صباح يوم الجراحة.

خطوات استئصال الأورام بالروبوت الجراحي:
• أثناء جراحة الأورام بالروبوت الجراحي، يقوم الجراح بعمل بعض الشقوق الصغيرة لإدخال أدوات مصغرة وكاميرا عالية الوضوح داخل المريض. تسمح الكاميرا للجراح بمشاهدة صورة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة ومكبرة للغاية لموقع الجراحة.
• يجلس الجراح بشكل مريح على وحدة تحكم مصممة هندسيًا، مع محاذاة العينين واليدين مع الأدوات، ويستخدم أدوات التحكم لتحريك أذرع الأداة والكاميرا. يقوم الروبوت الجراحي بعد ذلك بترجمة حركات يد الجراح ومعصمه وأصابعه، في الوقت الفعلي، إلى حركات دقيقة للأدوات الموجودة داخل المريض.
• طوال إجراء جراحة الروبوت الجراحي، يتحكم الجراح في كل حركة جراحية، حيث لا يمكن برمجة النظام أو العمل بأي شكل من الأشكال دون تدخل الجراح.

يدرك الدكتور أحمد عبد السلام، أستاذ مساعد الجراحة العامة والمناظير واستشاري جراحات السمنة، كلية الطب بالقصر العيني، أن مواجهة مرض السرطان أمر صعب. لذا؛ يسعى جاهدًا لتوفير أفضل التقنيات الممكنة لمرضى السرطان، تلك التي من أهمها الروبوت الجراحي للاستفادة من مميزاته المُبهرة.